لجمرة الخبيثة
Bacillis anthrax
لنبدء بتعريف ما هي الجمرة الخبيثة وأين توجد ؟؟
أولا فتسمية الجمرة الخبيثة يعتبر تسمية خاطئة لان كلمة الجمرة الخبيثة تعبر عن النوع الجلدي فقط من بكتريا الانثراكس ولكن جرت العادة على تسمية الأنواع الثلاث من الانثراكس بالجمرة الخبيثة ، وكلمة انثركس مشتقة من الكلمة اليونانية التي تعنى الفحم أطلق عليها هذا الاسم نظرا للبقعة السوداء الملتهبة التي تشبة الجمرة التي تظهر على الجلد، أما اسمها العلمي فهوbacillis anthrax
ويعتقد أن أول اكتشاف لها على شكل وباء فقد عرف في مصر في زمن النبي موسى علية السلام كما وجدت مسجلة عند الرومان القدماء وجود حالات مصابة بالانثراكس ، أما في القرن العشرين فلم يظهر سوى 18 حالة فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا بطبع قبل الإصابات الأخيرة ، والباسيلس انثركس عبارة عن بكتريا عصوية متجرثمة ليس لها لون أو طعم أو رائحة تعيش الجراثيم الخاصة بها لسنوات عديدة في التربة وتصيب الأبقار والجمال والأغنام وتعيش في دماء هذه الحيوانات وعندما تنفق هذه الحيوانات تنطلق الجراثيم إلى الإنسان عن طريق الاحتكاك بالحيوان المصاب أو منتجاته أو صوفه أو حوافره و أجزاء من شعرة والعظام والحم المصاب كذلك ولقد وجدت بعض حالات الإصابة لأشخاص كانوا يستخدمون فرش حلاقة مصنوعة من صوف الخراف المصابة ، كذلك تنقل العدوى من إنسان إلى أخر عن طريق التلامس المباشر للإصابات أو للغيارات الملوثة .
لذا يمكن تقسيم طرق انتقال العدوى إلى 3 طرق :-
1) ملامسة الجلد للجراثيم .
2) استنشاق الجراثيم .
3) تناول الجراثيم عبر الفم.
ننتقل إلى نقطة هامة وهى أعراض الإصابة :-
· سنبدأ بأعراض الإصابة من النوع الجلدي :-
حيث تظهر أعراضها على هيئة حبة حمراء ملتهبة تبدأ بعد ساعات أو أيام من انتقال العدوى ويتطور الالتهاب بصورة سريعة ليصبح على هيئة فقاعة محاطة برشح مائي شديد وفى خلال وقت قصير تنفجر تلك الفقاعة من تلقاء نفسها حيث تخرج مكوناتها الصديدية ويصبح الجلد كالمحترق وتصبح منطقة الإصابة داكنة تحيط بها فقاقيع مائية وصديدية مع مساحات من الالتهاب والانتفاخ كل هذا يصاحبة تضخم الغدد الليمفاوية في الحالات شديدة الإصابة يمكن أن تنشر الإصابة ونسبة الوفيات في هذا النوع 20% .
· أما أعراض إصابة النوع الثاني وهو الذي يصيب المعدة :-
تؤدى إلى تضخم البلعوم وفقد الشهية حيث تتكون قرح والتهابات شديدة بالأمعاء الدقيقة والغليظة يصحبها غثيان وقيء والذي غالبا ما يكون مد مما حتى يصل في النهاية إلى الوفاة ، ونسبة الوفيات في هذا النوع من 25- 60 % .
· نأتي ألان للنوع الثالث الذي يصيب الجهاز التنفسي:-
وهو النوع الأكثر ضررا وتأثيرا تستقر الجراثيم في الرئتين وهناك تتلقفها الجهاز المناعي التي تسمى الملتهمات الكبيرة التي تحملها إلى الغدد الليمفاوية وبينما هي في الطريق تنمو هذه الجراثيم لتصبح بكتريا وتتضاعف البكتريا داخل الغدد الليمفاوية وتدخل مجرى الدم وتفرز سماً يتسبب في جعل نظام المناعة ينتج جرعات مميتة من العناصر الكيماوية التي تكون في الحالات الطبيعية مفيدة للجسم، وتبدء الإصابة بأعراض شبيها بالأنفلونزا ويحدث نزيف داخلي بالشعب والحويصلات الهوائية وتهتك بأنسجتها وتضخم في غدد الليمفاوية والمحيطة بالقصبة الهوائية وتنتشر البكتريا بعد ذلك في الجسم حتى تنتهي الإصابة بنزيف في المخ يؤدى إلى وفاة المريض .
أما عن فترة الحضانة الخاصة بالأنواع الثلاثة :-
فهي تتراوح ما بين 12 ساعة وخمسة أيام ، وقد تصل في النوع الرئوي إلى من 10 أيام إلى 6 أسابيع ، ويكون تشخيص المرض في وقت مبكر من أهم الخطوات في عملية العلاج لهذا المرض ويتم التشخيص عن طريق سحب عينات من الدم وأنسجة الجلد وإفرازات الجهاز التنفسي وعزل البكتريا منها كما يمكن أيضا قياس أنواع معينة من الأجسام المضادة داخل عينة دم المصاب .
وإذا تكلمنا عن علاج الأنواع المختلفة من الانثراكس :-
فيكون ذلك باستخدام المضادات الحيوية مثل سيبرو أو دوكس مياكلين أو باستخدام البنسلين ولكن يجب تناول المضاد قبل بدء الأعراض فالعلاج في كثير من الحالات لا يكون ذو فائدة إذا ما ظهرت الأعراض فلا يفيد قتل البكتريا بعد أن كونت سمومها في الدم وإذا نجح العلاج في الحالات القليلة يستلزم العلاج 6 أسابيع على الأقل .
بنسبة للقاحات ( التطعيم) :-
فيستخدم راشح البكتريا ( بدون خلاياها) للتحصين وذلك خلال 3 حقنات تحت الجلد على 3 أسابيع ثم 3 أخرى كل ستة شهور ثم كل عام حقنة طالما احتمال وجود الوباء والجرثومة مستمر.
وعن طريقة قتل الجراثيم نفسها في التربة :-
فيكون ذلك بواسطة غاز الفورمالدهيد لأنها تقاوم تأثير الحرارة والأشعة فوق البنفسجيةu.v .
ويتم لحصول على بكتريا الانثراكس لاستخدامها للأغراض العلمية عن طريق استزراعها في مزارع بكتيرية في معامل الأبحاث وذلك بعد عزلها من الحيوانات المريضة أو النافقة ويكون ذلك في معامل مجهزة لهذا الغرض .
وفى النهاية أقول حمانا الله جميعا من هذا المرض الفتاك ومن جميع الأمراض وسبحان الخالق الذي جعل من جرثومة صغيرة الحجم كهذه كل هذه القدرة الرهيبة.
تحياتي